تقرير: غالبية مغاربة العالم لا يستفيدون من الضمان الاجتماعي طباعة البريد الإلكتروني قدم أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، دراسة أنجزتها وزارته حول وضعية الضمان الاجتماعي للمغاربة المقيمين بالخارج، خصلت إلى "هزالة" اتفاقيات الحماية الاجتماعية التي تجمع المغرب بدول العالم، فمن أصل مائة دولة يتواجد بها مغاربة العالم، لم يعقد المغرب اتفاقيات إلا مع 14 دولة فقط، وهو ما يجعل غالبية مغاربة العالم لا يستفيدون من اتفاقيات الحماية الاجتماعية. وقال بيرو خلال تقديم هذه الدراسة إنه حتى بالنسبة للدول التي تجمعها مع المغرب اتفاقيات الحماية الاجتماعية، هناك العديد من المشاكل التي تواجه استفادة مغاربة العالم من هذه الاتفاقيات، ومن بينها أن بعض برلمانات الدول لم تصادق بعد على اتفاقيات الضمان الاجتماعي للمغاربة في الخارج، وهناك دول تعرف صعودا لليمين المتطرف الذي ينادي بإلغاء هذه الاتفاقيات "وهذا أمر يجب التعامل معه بجدية من خلال الدبلوماسية المغربية". كما لفت نفس المتحدث إلى أن هناك مشكلا آخرا يتجلى في كون مغاربة بعض الدول التي تجمعها بالمغرب اتفاقية الحماية الاجتماعية لا يعرفون شيئا عن الاتفاقية، "وهذا يعني أن هناك مشكلh في التواصل يجب تصحيحه"، مضيفا أن تركيبة الحضور المغربي في الدول الأجنبية قد تطورت وازدادت اتساعا إذ أصبح عدد مغاربة العالم يفوق 5 مليون مهاجر موزعين على مائة بلد في العالم. من جهته تحدث عبد السلام الصديقي وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عن "تغير" في طريقة تعامل الدولة مع مغاربة العالم، إذ لم يعد التعامل معهم "على أساس أنهم بقرة حلوب تدر العملة الصعبة على المغرب"، وإنما أصبح "هناك اهتمام على أعلى مستوى في البلاد من أجل حماية حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وتأطيرهم الديني". ووصفت الدراسة لجوء المغرب إلى الاتفاقيات الثنائية بين المغرب ودول أخرى، بكونه "جد محدود"، مضيفة بأن التواصل "يوجد في قلب المشاكل" التي تحد من توفير حماية اجتماعية لمغاربة العالم. ويظهر مشكل التواصل في غياب التنسيق بين مؤسسات الضمان الاجتماعي في المغرب، فحين يوقع هذا الأخير على اتفاقية ثنائية مع بلد آخر "لا يتم إخبار الصندوق المغربي للشغل وكذلك الأمر بالنسبة للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي" تلاحظ الدراسة. وكشفت الدراسة أن أهم انشغالات المغاربة في الدول الأوروبي في مجال الحماية الاجتماعية، هي توفير التأمين على المرض بالنسبة للمتقاعدين بعد عودتهم إلى المغرب، والتكفل بالمرض بالنسبة للمغاربة المقيمين في إحدى الدول الأوروبية ويترددون على المغرب باستمرار، بينما تبقى أهم انشغالات مغاربة العالم المتواجدين في دول الخليج هي توفير الضمان الاجتماعي والتقاعد. وعددت الدراسة مجموعة من العوامل التي "تحد" من توفير الحماية الاجتماعية لمغاربة العالم، من بينها رفض بعض الدول المصادقة النهائية على اتفاقيات الضمان الاجتماعي كما هو الحال بالنسبة لإيطاليا التي ترفض المصادقة على الاتفاقية رغم العدد الكبير للمغاربة المتواجدين في هذا البلد الأوروبي. بينما يوجد مغاربة دول الخليج في وضعية أصعب، فحسب الدراسة لا توجد أي اتفاقية تجمع المغرب بدول الخليج في مجال الحماية الاجتماعية، "إذ أن دول الخليج ترفض بشكل قاطع توفير الحماية الاجتماعية للمغاربة تمارس مبادئ تمييزية بين المواطنين الأصليين والأجانب في مجال الحماية الاجتماعية".