« قريطيف ».. أول وزيرة فنانة في تاريخ المغرب

ثريا جبران من أول الفنانين الذين زرعوا في قلبي حب المسرح , و قليلون هم من يعرفون اسمها الحقيقي بعدما اشتهرت باسمها الفني « ثريا جبران »، فتألقها في مسارها الفني كممثلة مسرحية وسينمائية، جعل محبيها يلقبونها، « بسيدة المسرح المغربي »، كما أن نجاحها أسفر على تقلدها لمنصب وزيرة الثقافة في حكومة عباس الفاسي في 15 أكتوبر 2007، لتكون أول وزيرة فنانة في تاريخ المغرب. بعمق درب السلطان بالدار البيضاء، وتحديدا بدرب بوشنتوف، ازدادت السعدية قريطيف عام 1952، وكانت بدايتها في عالم مسرح الهواة، وعمرها أنداك لا يتعدى عشر سنوات، حيث تألقت في المسرح البلدي وانتزعت تصفيقات الجمهور، بعدما كان محمد جبران، زوج أختها من أكبر داعميها بعد وفاة والدها. واختارت « ثريا جبران » سكة المسرح بعدما كانت تتلقى المساندة من محمد جبران الذي كان نزيلا بالمؤسسة الخيرية، وإحدى الدعامات المسرحية بها، كما شجعها المخرج الراحل وأحد أعمدة المسرح المغربي، فريد بن مبارك على الاحتراف، وتمكنت بفضل ذلك من الالتحاق بمعهد المسرح الوطني بالرباط عام 1969، وظل اسمها مرتبطا بالأعمال الفنية للبسطاء. وبعد حصول جبران على دبلوم التخصص المسرحي، وبرعت بأدائها في العديد من الأعمال المسرحية، وأثبتت تألقها علي خشبات المسرح وشاشات التلفزة، وقدمت أعمالا سينمائية لكبار المؤلفين المغاربة والعرب والعالميين.
أدوار الفنانة المتميزة غالبا ما ارتبطت بأداء أدوار التعبير عن معاناة المحرومين والمهمشين، لأنها عاشت في « خيرية » عين الشق مشاهد حية لكائنات تجتر الأحزان، وكان الهاجس الخيري دائما حاضرا في برامجها بإعطاء الأولوية للجانب الاجتماعي للفنانين. واشتهرت ثريا جبران بأعمال مسرحية من قبيل « حكايات بلا حدود »، و »نركبو الهبال » و »بوغابة »، « النمرود في هوليوود »، « الشمس تحتضر »، وغيرها، كما ساهمت في تأسيس عدة فرق مسرحية حرة، من بينها « مسرح الشعب »، و »مسرح الفرجة »، و »مسرح الفنانين المتحدين ».
وزيرة الثقافة السابقة المعروفة بـ »ثريا جبران » متزوجة وأم لبنتين، حيث تكللت مسيرتها الفنية بالحصول علي العديد من الجوائز والأوسمة في عدد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية، كما حصلت على وسام الاستحقاق الوطني، وعلي وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب من درجة فارس.