05032024الجمعة
Last updateالثلاثاء, 17 تشرين1 2023 8pm

الفلكية مريم شديد.. مغربية في "قارة العالم السادس"!!

تحكي مريم شديد عن مسارها العلمي واختيارها لهذا التوجه المهني الغريب عن البيئة العربية فتؤكد أن البداية لم تكن أبدا سهلة، فأهلها كانوا يرفضون قطعا توجهها نحو علم الفلك الذي بحسبهم لا يسمن ولا يغني من جوع. وتقول إنه وحده شقيقها الأكبر من شجعها على المضي قدما في الطريق الذي اختارته لنفسها فأهداها وهي في سن "14" سنة كتابا حول التحول الكوني وقوانين كليبر. وبعد دراسة هذا الكتاب جاءت أولى الخطوات وبوادر النجاح في درب علم الفك حيث ستتمكن وهي في سن "16" سنة من صنع منظار خاص بها وبوسائلها الخاصة. وفي سنة "1990" ستحصل مريم شديد على دبلوم الدراسات العليا في مجال الرياضيات والفلك، ثم سافرت رغم معارضة عائلتها وضعف حالتهم المادية إلى فرنسا باعتماد قرض بنكي. وهناك في جامعة نيس تمكنت من الحصول على دبلوم الدراسات العليا المعمقة حول عالم الصورة في العلوم الكونية بجامعة "صوفيا إنتيبوليس" سنة "1993"، ثم الدكتوراه سنة "1996" بميزة مشرف جدا من جامعة "بول ساباتييه" بتولوز. وبعد حصولها على شهادة الدكتوراه التي أعدتها بالمرصد الفلكي "الهوت بروفانس"، منحتها فرنسا منصب مهندسة باحثة في مرصدها الوطني الذي يضم أضخم المنظارات في هذا البلد. وبعد ثلاث سنوات فقط سيتم اختيارها ضمن أحسن علماء الفلك من أجل القيام ببعض المهام الخاصة لحساب المرصد ذاته رغم أنه لم يكن متاحا لغير علماء الفلك من جنسيات أوروبية وأمريكية الالتحاق به. النجاح الذي حققته مريم شديد لا تعتبره يخصها وحدها، فهو تتويج لكل النساء العربيات المسلمات التي استحضرت همومهن حينما رفعت العلم المغربي فوق الأرض المتجمدة.."أحب للمرأة العربية النجاح، ولها كل الإمكانيات لتحقق كل ما تصبو إليه.. لكن الذي أؤكده أن الوصول إلى تحقيق الحلم ثمنه الصبر والتضحيات وبذرته الأولى وضوح الهدف والطريق".