"الايطالية ضد العنف: "العنف ضد المرأة هو انتهاك لحقوق الإنسان

"تفشي العنف ضد النساء والفتيات يعني أن علينا جميعا أن نخطو خطوات للتصدي له. فدعونا نوحد صفوفنا لوضع حد لهذه الجريمة..." لماذا نحتفل بهذا اليوم الدولي؟ العنف ضد المرأة هو انتهاك لحقوق الإنسان. ينجم العنف ضد المرأة عن التمييز ضد المرأة قانونياً وعملياً وكذلك عن استمرار نهج اللامساواة بين الجنسين. من الآثار السلبية للعنف ضد المرأة إعاقة التقدم في العديد من المجالات مثال القضاء على الفقر ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والسلام والأمن. العنف ضد المرأة والفتيات ليس بالأمر الذي لا يمكن اجتنابه ... فمكافحته أمر ممكن وحتمي. يبقى العنف ضد المرأة وباءً عالمياً. وتعاني أكثر من 70 في المائة من النساء من العنف في حياتهن.
إن الجرائم الفظيعة التي تُرتكب في حق النساء والفتيات في مناطق النزاع، إلى جانب الاعتداءات العائلية التي تقع في جميع البلدان، تشكل تهديدا خطيرا للتقدم. وإنني قلق للغاية إزاء محنة النساء والفتيات اللواتي يعشن في ظروف النزاع المسلح ويعانين من شتى أشكال العنف والاعتداء الجنسي والاستعباد الجنسي والاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي. كما أن الجماعات المتطرفة العنيفة تحرّف التعاليم الدينية لتبرير انتشار ممارسات إخضاع المرأة والاعتداء عليها على نطاق واسع. وهذه ليس أعمال عنف عشوائية، أو نتائج عرضية للحرب، بل هي جهود منظمة لحرمان المرأة من حرياتها والتحكم في جسدها. وفي وقت يسعى فيه العالم جاهدا إلى مكافحة التطرف العنيف ومنعه، يجب أن تكون حماية النساء والفتيات وتمكينهن ضمن الاعتبارات الأساسية في هذا الإطار. كما أن نحو نصف المشردين قسرا، البالغ عددهم اليوم 60 مليون شخص، من النساء. وغالبا ما تتعرض العديد من الفارات من الحرب والعنف للاستغلال على يد مهربين عديمي الضمير، وتعانين في أحيان كثيرة من التمييز الجنساني وكراهية الأجانب في المجتمعات المضيفة. أما من لا يستطعن تكبد مشاق الرحلة المحفوفة بالمخاطر، لصغر أو كبر سنهن أو لضعفهن الشديد، فيتركن لوحدهن ويصبحن أكثر عرضة للخطر في غياب ذويهن. وحتى في المناطق التي تنعم بالسلام، فإن العنف ضد النساء ما زال مستمرا، ويتجلى في قتل الإناث والاعتداء الجنسي وتشويه/بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية والزواج المبكر وعنف الفضاء السيبراني. وتؤدي هذه الممارسات إلى إصابة الأفراد بصدمات نفسية وإلى تمزيق نسيج المجتمع. وقد قدت جهود استجابة عالمية من خلال حملة ’’اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة‘‘ ومبادرة ’’تضامن الرجال مع النساء‘‘ بهدف إشراك الرجال في تعزيز المساواة بين الجنسين. وأدعو الحكومات إلى زيادة مساهماتها في صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لإنهاء العنف ضد المرأة، الذي يهدف إلى سد النقص المزمن في الاستثمار في هذا المجال. ويتحد الملايين من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم تحت شعار اللون البرتقالي، الذي اختير رمزا لمستقبل أكثر إشراقا لعالم خال من العنف ضد النساء والفتيات. وهذا العام، ستنير الألوان البرتقالية، في إشارة إلى الزخم المتزايد من أجل التغيير، مجموعة من المعالم البارزة، انطلاقا من الآثار التاريخية لمدينة البتراء في الأردن وانتهاء بشلالات نياغارا في أمريكا الشمالية. ويمكننا أيضا أن نشق الطريق إلى مستقبل ينعم فيه الجميع بالكرامة والمساواة من خلال تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتُمدت مؤخرا، والتي تقر بأهمية القضاء على العنف ضد المرأة وتتضمن مجموعة من الغايات في هذا الصدد ضمن العديد من أهداف التنمية المستدامة. وقد أبرزت الاستعراضات الرئيسية الأخيرة لعمليات السلام وجهود بناء السلام للأمم المتحدة ولخطتها المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن الأهمية القصوى لمشاركة المرأة في إحلال السلام والأمن. وتفشي العنف ضد النساء والفتيات يعني أن باستطاعتنا جميعا أن نخطو خطوات للتصدي له. فدعونا نوحد صفوفنا لوضع حد لهذه الجريمة، وتعزيز المساواة التامة بين الجنسين، وإيجاد عالم تتمتع فيه النساء والفتيات بالأمان المستحق لهن، وذلك لمصلحتهن ومصلحة البشرية جمعاء.