إحياء الذكرى 40 للمسيرة الخضراء 1975 – 2015

إحياء الذكرى 40 للمسيرة الخضراء 1975 – 2015 استرجاع الصحراء بطرق سلمية حالة فريدة في التاريخ الحديث قال أستاذ التاريخ في عدد من الجامعات الكاطالونية أنتونيو ب. أنديلان ، إن استرجاع المغرب للصحراء التي كانت مستعمرة إسبانية الى حدود سنة 1975، بطرق سلمية تفاوضية "حالة فريدة في التاريخ الحديث " . وأوضح أنديلان وهو خبير في شؤون النزاعات في المنطقة المتوسطية، أن المغرب نجح في تعبئة فئات واسعة من الشعب المغربي من خلال الدعوة الى مسيرة سلمية موازاة مع إجراء مفاوضات ثلاثية مع إسبانيا وموريتانيا تكللت برجوع هذه المنطقة الصحراوية الى المغرب. وأشار في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش أشغال اللجنة المتوسطية للأممية الاشتراكية التي عقدت مؤخرا ببرشلونة ، الى أن البلد الوحيد الذي استبق المغرب في توحيد ترابه هو الفيتنام ، لكن مع فرق شاسع وهو أن توحيد هذا البلد الاسيوي جاء بعد حرب ضروس دامت عدة سنوات ، وخلفت الآلاف من الضحايا والمعطوبين . وأضاف أنديلان أن تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني كاد أن يشكل نموذجا رائعا في التاريخ الحديث لولا تدخل بعض القوى المعادية للمغرب ، مذكرا بأن "الحرب الباردة" التي كانت في أوجها هي السبب المباشر في تعقيد القضية ، وظهور ميليشيا مسلحة مدعومة من الخارج ، في إشارة الى جبهة " البوليساريو" الانفصالية. وقال أيضا إن استرجاع هذه المنطقة التي كانت على مر العصور جزء من التراب المغربي طرح قضية الحدود التي وضعها الاستعمار والتي أدت في ما بعد الى اندلاع العديد من الحروب في إفريقيا وآسيا على وجه الخصوص . وكان جلالة المغفور له الحسن الثاني قد أعلن عن تنظيم مسيرة سلمية في 16 أكتوبر 1975 مكنت من فتح الطريق لاسترجاع الصحراء بعد أكثر من 75 سنة من الاحتلال الاسباني. وشارك في هذه المسيرة 350 ألف مغربي اجتازوا الحدود رافعين القرآن الكريم والأعلام الوطنية. وبإعلان جلالته عن إطلاق المسيرة الخضراء في نونبر 1975 صنع حدث القرن بامتياز، على المستويين السياسي والتاريخي. ويعتبر الكثير من المؤرخين وعلماء الاجتماع السياسي أن المسيرة الخضراء شكلت فعلا اجتماعيا وسيكولوجيا خاصا ، كما مثلت أول انتفاضة وطنية عاشها المغرب والمغاربة بعد الاستقلال. فبعد صدور رأي محكمة العدل الدولية التي اعترفت بوجود علاقة بيعة بين سكان الصحراء والملوك المغاربة ، انطلقت المسيرة الخضراء المظفرة، وأعلن عن بداية المفاوضات التي أدت إلى اتفاقية مدريد في 14 نونبر 1975. وبحسب السيد أنديلان ، شكلت قضية استرجاع الصحراء من الناحية التاريخية والاستراتيجية عموما ، مصدر حيرة لقطبي العالم ، سواء الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي آنذاك، أو الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. فمن جهة وقف المعسكر الاشتراكي ضد استعادة المغرب لصحرائه بدعوة أنها ستستخدم ضد مصالحه في القارة الافريقية ، كما أن المعسكر الغربي عموما لم يبد حماسا تجاه هذه القضية خشية من أن تتحول المسيرة السلمية الى نموذج تتبناه البلدان المستعمرة سابقا الطامحة الى اعادة رسم حدودها ، وهو الامر الذي قد يخلق فوضى عارمة في المنطقة على حد اعتقاد عدد من البلدان الغربية وقتذاك ، خاصة بريطانيا وبلجيكا. وخلص الخبير الدولي ، الى أن المغرب أبان عن صمود قل مثيله في تدبير هذه القضية ، فبعد 40 سنة من استرجاع الصحراء ، تبين لجزء كبير من العالم أن المغرب على حق في مطالبه الترابية ، وأن جل الرافضين لحقوقه الوطنية كانوا يخضعون لاملاءات قوى استعمارية اندثرت بعض سقوط جدار برلين.
انطلاق لحاق "قافلة السلام على الطريق" في نسخته الثالثة من الرباط في اتجاه الداخلة انطلق يوم الاثنين بالرباط ، لحاق "قافلة السلام على الطريق" في نسخته الثالثة في اتجاه مدينة الداخلة تحت شعار "السير على خطى المسيرة الخضراء لربط الشمال بالجنوب وتجديد أواصر الأخوة والالتحام". وقال رئيس الجمعية الملكية لأصدقاء السلام عبد العزيز باسو ، إن هذا اللحاق الذي ينظم بمبادرة من الجمعية من 2 إلى 9 نونبر الجاري ، سيربط بين مدينة الرباط التي شكلت محطته الأولى ومدينة الداخلة، عبر مدن مراكش وتزنيت وكلميم وسيدي إفني وطانطان والعيون والسمارة وطرفاية وبوجدور والداخلة. وأبرز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن هذه القافلة تنظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء التي تشكل لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة، والتي ستظل منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغرب، الذي يواصل مسيرته المباركة نحو مدارج التقدم والرخاء تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار السيد باسو إلى أن برنامج هذا اللحاق الذي ينظم على مدى ثمانية أيام بتنسيق مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يتضمن زيارة عدد من المآثر التاريخية وبعض المراكز الاجتماعية، وتوزيع بعض الهدايا، وشهادات تقديرية، وتنظيم حفل رياضي استعراضي في ساحة المشور بمدينة كلميم. من جهتها، أبرزت حنان بنسعيد فاعلة جمعوية ، في تصريح مماثل ، أن النسخة الثالثة من قافلة السلام ستعرف لأول مرة مشاركة مجموعة من الفنانين المغاربة، من بينهم عبد القادر مطاع، وصفية الزياني، وأنور الجندي ، ومحمود ميكري، ورشيد برياح، ومحمد عاطفي وليلى المريني، وعدد من الكتاب والشعراء وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني.